بذل النصيحة لكل
حسناء عفيفة !
|
أبو أحمد ( مهذب )
|
فإن المرأة اليوم وهي تواجه دعوات مسعورة من حملات التغريب والتحرير من الفضيلة إلى الرذيلة بحاجة إلى من يشدّ أزرها ويدفع عنها الأذى ويسمو بها في درجات الطهر والعفاف ، حتى لا تسقط في الدركات فريسة لكل ناعق ينتفش بسقوطها ويخنس بسموها وطهرها ! ومن هنا جاءت هذه الكلمات لتكون حادياً لها في الطريق . . وأنيساً لها إن عزّ الرفيق . . وفسحة وفرجة عند النصب والضيق . . فاقول وبالله التوفيق : خلق الله جل وتعالى المرأة وكوّنها على صبغة حكيمة محكمة تتوافق مع طبيعة أنوثتها وجبلّتها . فلله في ذلك الحكمة البالغة جل وتعالى . ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23]. وفي سبيل تكريم هذه المرأة وإعزازها بهذا الدين ، شرع الله شرائع وعبادات جعلها في النساء خاصة أو تكاد . ترفع درجاتهن ، وتطهرهن من الدرن والفحش والإسفاف ، وتجعلهن منتجات فاعلات في إعزاز هذاالدين وأهله . وحتى لا تكون المرأة هملاً يرعاها كل من يدعي لها نصحاً بتزييف !
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا ﴾[النساء: 27].
وهذه جملة من الأعمال والأحوال التي لو رعتها المرأة حق رعايتها وبذلت لها
جهدها وجهادها لحازت بها سبق السابقين وعفاف الطاهرين .ولو كان النساء كمن ذكـــــرنا : : : لفضلت النساء على الرجال وماالتأنيث لاسم الشمس عيب : : : ولا التذكير فخـــــراً للهلال فمن هذه العبادات :
1- ( الرضا بفطرتها على الضعف والنقص وما جُبلت عليه )
قال الله تعالى : ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 32]. فإن الله قد جبل المرأة على عوج ونقص وضعف كماأخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله : " استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج " وعلى هذه الفطرة والجبلة خصّها الله بأمور ووضع عنها أموراً لا تناسب فطرتها . وواجب المرأة هنا الإيمان والرضا لا التسخّط والتمنّي على الله ! فإن إيمان المرأة على هذا الوجه من الرضا والعمل على ما جبلت عليه من أعظم العبادات التي تتقرب بها إلى ربها وترفع درجتها . رفعة تجد أثرها في حياتها من إسباغ النعمة وإلباسها لباس الفضل . تأملي ذلك في قوله : ﴿ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمً ﴾ 2 - ( الجلوس في البيت ) قال الله تعالى : ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الأحزاب: 33] . وقال صلى الله عليه وسلم " لاتمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن " وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ماتقربت امرأة إلى الله بأعظم من قعودها في بيتها . فلو حسبت المرأة الأوقات الطويلة التي تقضيها في البيت وقد تكون متضجرة من تلك الحال ، لوجدت أنها أوقات طويلة ، فانظر إلى تلك المرأة التي تحتسب الأجر عند الله في جلوسها لأنها تعمل عملاً أمر الله به ، كم من الأجور تكتب لها بهذا الإحتساب . 3 - ( ترك الصلاة والصيام عند المحيض ) . فإن الله قد كتب هذا على بنات حواء ، وأمرهن بترك هذه العبادات في هذا الوقت . والمرأة المؤمنة هي التي تحتسب امتثالها لأمر ربها في ترك هذه العبادات امتثالاً تؤجر عليه ، ويزيد في أجر هذا الترك أجر المحافظة على العبادات قبل المحيض . فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيما صحيحياً ) . فأجرها هنا من جهتين : - من جهة امتثالها أمر ربها بترك العبادة حين المحيض . - ومن جهة محافظتها على العمل قبل المحيض . 4 - ( الحمل والولادة ) . أخبر الله تعالى في كتابه أن الأم تحمل ولدها في بطنها تسعة أشهر ، وأخبر أن هذاالحمل فيه كُره وشدة وتعب قال تعالى : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف: 15]. ولهذا النصب والكره فقد خصّتها الشريعة بمزيد فضل ، فثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله : ( أحق الناس بحسن صحابتك ، أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) ! فصبر المرأة على هذا الحمل ، واحتسابها أن يكون حملا مباركاً نافعا للإسلام كل هذا يزيد في أجرها ويثقّل ميزانها . أضف إلى ما تكابده المرأة حال ولادتها من طلق وتعب فإن صبرها حينذاك يعظم أجرها مالم تجزع أو تتسخط . فإن ماتت وهي حامل بولدها أو عند ولادتها فهي من الشهداء . قال صلى الله عليه وسلم : " إن شهداء أمتي إذن لقليل، القتل في سبيل الله شهادة، و المطعون شهادة، و المرأة تموت بجمع شهادة، و الغرق و الحرق و المجنوب شهادة " 5 - ( رعاية بيت الزوجية ) . بالطاعة والعشرة بالمعروف . قال صلى الله عليه وسلم : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" والله تعالى قد أعظم حق الزوج من جهة زوجته ، فأمرها بطاعته وحسن التبعّل له . فجاء في الأثر ( لو كنت آمرا أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) . وحين تحتسب المرأة أجر هذه الطاعة للزوج فيما يريد - في حدود المعروف - فإنها بذلك عملت عملاً يشفع لها أن تكون من أهل الجنة . قال صلى الله عليه وسلم ( إذا صلت المرأة خمسها، [وصامت شهرها] وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها ؛ دخلت من أي أبواب الجنة شاءت " 6 - ( الحجاب ) . لمّا فرض الله الحجاب على نساء المسلمين فهو إنما فرضه صيانة وطهرا لها وزيادة في عفّتها ومروءتها . واليوم أعداء الملّة يحاربون المرأة في شرفها وعفافها ، يريدونها سافرة فاجرة . ومع استعار هذه الحملة الشعواء ضد المرأة المحجبة يرتفع منسوب الأجر والثواب بصبرها على التزامها شريعة ربها . فلها اجر امتثال الأمر وأجر الصبر على الأذى . 7 - ( المشاركة في إصلاح المجتمع وتوجيهه ) وذلك بأمور منها : - التزام الستر والعفاف . فإن المرأة بهذا تساهم في صيانة المجتمع وحفظه من الإنحراف . قال الله تعالى : ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ ﴾ [الأحزاب: 32]. . وقال صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " ودفع هذا الضرر إنما يكون بالستر والاحتشام والعفة والطهر . الذي اشار الله تعالى إليه بقوله : " فلا تخضعن بالقول " ! - المحافظة على فطرة الناشئ ورعايتها ، و تنمية المواهب والاستعدادات لدى الناشئ ، و توجيه الفطرة والمواهب نحو الصلاح اللائق. قال صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " وهنا يبرز دور المرأة في المحافظة على هذه الفطرة بعدم إدخال الدخيل عليها أو ما يكدرها أو يعارض كمالها ، ومن ثم تنميتها بتهيئ البئة الصالحة لها وتوجيها التوجيه النافع في سبيل غصلاح المجتمع . فالمرأة وعاء التربية ومحضن صنع القادة والدعاة المجاهدين . - موالاة المؤمين ومحبتهم . قال الله تعالى : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71]. والقيام بحقوق هذه الموالاة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قدر الإمكان والاستطاعة . فسبحان الرحمن الرحيم الذي تجلّت رحمته وعظيم منّـته في فضائله ورحمته بعباده وحكمته في تقدير الأجور على الأعمال . على أنه ينبغي أن تتنبه المرأة الحصيفة إلى ضرورة الإحتساب ، فإن كثيرا من الناس يغفل عن هذا ، فتجده يفرط في ثواب العبادات من جهة احتساب الأجر . فيقوم بهذه العبادات على سبيل الإلف والعادة عريّاً عن امتثال الأمر واحتساب الأجر . وفق الله الجميع لطاعته ومرضاته وحسن عبادته وشكر نعمائه . والحمد لله رب العالمين .
موقع صيد الفوائد
|
تم النشر يوم
الخميس، 10 أكتوبر 2013 ' الساعة