الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016



(حقيقتها - أنواعها - كفارتها - شؤم الإصرار عليها)


الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مُضِل له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أمَّا بعد، فيا أيها الناس:
آمنوا بالله وأحِبُّوه، وعظِّموه - سبحانه - وأطيعوه، وأجِلُّوه - عز شأنه - وعظِّموا سلطانه؛ فاستجيبوا له ولا تَعصوه؛ فإن العصيان والمعصية ضلال مُبين، وحالٌ ووصْف قبيح من أشنع وأفظع أحوال وأوصاف المكلَّفين، وموجِبات الشِّقوة والخُسران في الدَّارَين، وكم ورَد بشأنهما من ألوان الوعيد وضروب التهديد، في الوحي المنزَّل من رب العالمين.

عباد الله:
المعصية والعِصيان خلاف الطاعة، أو مُضادة الأمر ومعاكَسته؛ بعدم امتثاله أو بفعل ما يُضادُّه، يقال: عصى العبد ربَّه: إذا خالَف أمره؛ بأن فعَل ما نهاه الله ورسوله عنه، أو ترَك ما أمره الله ورسوله به؛ لأنه اختار بذلك لنفْسه غير ما اختار الله ورسوله له شرعًا، وهذا هو الضلال المُبين؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ [الجن: 23].

أيها المؤمنون:
إن المعاصي لها شُؤم متنوِّع خطير، وعقاب كبير؛ فبالمعاصي والاستِهانة بها وتبريرها والإصرار عليها، تتحقَّق العقوبات، وتَهلِك النفوس، وتَقسو القلوب، ويخرب العمران، ويتعرَّض العُصاة للخزي والخُسران، والشقاء في الدنيا والآخرة، فبالمعصية أبلس إبليس، وأفلَس من كلِّ خير في الدنيا والآخرة، وبدِّل بالرحمة لعنة، وبالقُرب طردًا وبُعدًا، والخلود في الجحيم والصلي المتنوِّع من العذاب الأليم، وبالقدوة السيئة في السَّبق إلى المعصية باء ابن آدم الأول بنصيب وعذاب، وكل تابِع له بارتكاب جريمة القتل عمدًا؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تُقتَل نفسٌ ظلمًا، إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ من دَمها؛ لأنه أوَّل من سَنَّ القتل))، وبالتعاون على المعصية وإظهارها، عمَّت عقوبتُها مجتمعاتها، فاستأصَلتها؛ لتواطُئها على جرائمها، وإصرارها عليها؛ قال تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ﴾ [ق: 12 - 14]، فحَقَّ الوعيد، وأرسِلت العقوبات على العبيد، وما ظلَمهم الله فما ربك بظلام للعبيد، بل ظلَموا أنفسهم فاستحقُّوا العقوبة من ربهم؛ قال - سبحانه -: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40]، وقال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا﴾ [الكهف: 59]، وقال - جلَّ ذكره -: ﴿ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ﴾ [الحج: 45].

أيها المؤمنون:
احذروا المعاصي؛ فإنها صفةُ الشيطان، وخُلُقه وشِباكه التي يَصطاد به مَن أطاعه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ﴾ [مريم: 44]؛ ولذلك يأمُر بالمعصية مَن أطاعه من الناس ليَكونوا معه في النار، قال تعالى: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]، يعني: كبائر الذنوب: كالقتل، والزِّنا، والرِّبا، وشرب الخمر، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 168، 169]، وقال - سبحانه -: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]، وقال - سبحانه -: ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [إبراهيم: 22].

أيها المؤمنون:
والمعاصي من حيث مصادرُها ووسائل اقتِرافها متنوِّعةٌ، فتكون المعصية بإرادات القلوب ونيَّاتها؛ قال تعالى بشأن حَرَم مكة - شرَّفها الله -: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25]، وقال - سبحانه - في إرادة الإنسان الدنيا بعمل الآخرة: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ﴾ [الإسراء: 18]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا الْتقى المسلِمان بسيفيهما، فالقاتلُ والمقتول في النار))، قالوا: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه كان حريصًا على قتْل صاحبه))؛ متَّفق عليه.

معشر المؤمنين:
وفي بيان معاصي الحواس والجوارِح قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون ﴾ [النور: 30]، وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((العينان تَزنيان، وزِناهما النظر))، وفي بيان عِظم جرائم اللِّسان قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً... ﴾ الآية [النور: 4]، وقال - سبحانه -: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن العبد ليتكلَّم بالكلمة من سَخَط الله ما يُلقي لها بالاً، يزِل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب))، وفي جرائم اليد يقول - سبحانه -: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ﴾ [المائدة: 38]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لعنةُ الله على السارق يَسرِق البيضةَ فتُقطَع يده)).

معشر المؤمنين:
المعاصي منها كِبار ومنها صغار كالطاعات؛ قال - سبحانه -: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31]، وقال - جل ذكره - في معرِض الوعد بالمغفرة لمن اجتنَب الكبائر: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32]، وفي صحيح مسلم - رحِمه الله - بإسناده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - مُكفِّرات ما بينهن إذا اجتنِبت الكبائر)).

فالمعاصي - أيها المسلمون - متنوِّعة ومُتفاوِتة، وكلها ظُلماتٌ بعضُها فوق بعض، وبعضها أغلظُ من بعض؛ فمنها كبائر مُهلِكة، وجرائم موبِقة، ومنها دون ذلك، وقد جاء التنبيه على نوعَيها في الوحي المعصوم المنزَّل على أشرف نبيٍّ وأكمَل مُرسَل محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، وقال - جلَّ وعلا - في معرِض الوعد بالمغفرة: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32]، وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ألا أنبِّئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين - وكان مُتَّكئًا فجلَس، فقال: - ألا وقول الزور، وشهادة الزور))؛ متَّفق عليه.

فالشرك بالله وترْك الصلاة، وعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام، وظُلم النِّساء والأيتام بأكل أموالهم، وتصديق السَّحرة والكهَّان، والكذِب والزنا، والرِّشوة والرِّبا، وشرب الخمر والمُسكِرات وترويج المخدِّرات، وإيذاء المؤمنين بقول أو فعْل، وسوء الظن بأهل الإسلام، والقُمار ومحبَّة الكفار، واتِّهام الأبرياء والتحاكُم إلى غير الشرع، والقول على الله تعالى وفي دِينه بغير عِلم، كل هذه من أنواع الكبائر والموبِِقات، والجرائم المُهلِكات، التي من لقِي الله بواحدة منها أو أكثر لم يتُب منها، كان من أهل النار، فإن كانت من نواقِض الإيمان كان مع الكفار، وإن كانت دون ذلك كان مستحِقًّا لها إلا أن يعفو عنه العزيز الغفار، فاتَّعِظوا يا أولي الأبصار.

أيُّها المسلمون:
وكبائر الذنوب ليست محصورةً بعدد، ولكنَّها محدودة بالوصف؛ فلقد استقَرأ فقهاء الإسلام النصوصَ الوارِدة في الكتاب والسُّنة، واستنبَطوا منها ضابطًا دقيقًا للكبيرة من الذنوب، الموجِبة لغضَب وعذاب علاَّم الغيوب، وهو أن الكبيرة من المعاصي: هي كل مُخالَفة وردت في الكتاب والسنة مقرونةً بغضب أو سخَط أو لعنة أو نفي إيمان أو فلاح، أو قُرِنت بفسْق أو كُفر أو خُسران، أو ترتَّب عليها حدٌّ في الدنيا؛ من قتْل أو صلْب، أو رجْم أو قطْع أو جلد، أو حكَم الله تعالى على أهلها بالخلود في النار أو العذاب، أو نفى عن فاعلها رضاه أو محبَّته أو رحمته إياه، أو نفى دخوله الجنة، فكل ذلك معدودٌ من كبائر الذنوب، وعظيم الجرائم، وفظيع المآثِم.

معشر المسلمين:
هذا ضابط الكبائر، وتِلكم نماذج منها، فما لم ينطبِق عليه هذا الضابط، فهو معدود من الصغائر، ولكن المعصية أيًّا كان نوعها فهي عظيمة في حق الله - جل وعلا - قال بعض السَّلف: "لا تنظُر إلى صِغر المعصية في عينيك، ولكن انظُر إلى عِظَم من عصيتَ"، وصدَق الله العظيم إذ يقول في أهل الشِّرك والكُفر: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]، فاتقُوا عباد الله شؤمَ معاصيكم، واحذَروا عواقِبها عليكم، والتَمِسوا ما يكفِّر الله به عنكم من سيئاتكم، قبل لقاء ربكم.

أمَّة الإسلام:
إن مما تكفَّر به كبائر الذنوب: صحةَ الإيمان، وصدْقَ الإسلام؛ قال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الأنفال: 38]، وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الإسلام يجُبُّ - أو قال: يهدِم - ما كان قبله)).

ومما تُكفَّر به كبائر الذنوب كذلكم: التوبة الصادقة التي استكملتْ شروطها؛ بترك المعصية، والنَّدم على ما مضى منها، والعزم على عدم العَود إليها، وردِّ المظالم إلى أهلها؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 119]، وقال - سبحانه -: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39].

أيها المسلمون:
أمَّا صغائر الذنوب، فهي المخالَفات التي لم يرتِّب الله تعالى عليها حدًّا في الدنيا، ولم ينُص - سبحانه - على تعيين عقوبة خاصة بها في الآخرة، ولم يَرِد بشأنها وعيد شديد، ولا نفي إيمان ولا فلاح؛ بل هي معدودة - شرعًا - من سيئ الكسْب ومَشين العمل، وجنس الذنوب وأنواع الظُّلم في حقِّ الله تعالى أو في حقوق عباده، ونحو ذلك مما يدخُل في عموم قول الله - سبحانه -: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123]، ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

أيها المسلمون:
فهذا النوع من الذنوب - أعني: الصغائرَ - يكفِّره الله تعالى بالتوبة والاستِغفار؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]، كما يكفِّره الله - سبحانه - بجلائل الأعمال الصالحة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين ﴾ [هود: 114]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التغابن: 9]، وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - مكفِّرات ما بينهن، إذا اجتُنِبت الكبائر))، وكذلك قيام ليلة القدر، وصيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، والتبكير للجمعة ومراعاة آدابها وسُننها.

معشر المسلمين:
كذلكم فإن مما تكفَّر به الصغائرُ اجتنابَ الكبائر؛ كما قال - سبحانه -: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31]، كما تكفَّر الصغائر - أيضًا - بما يُبتلى به العاصي من الآلام والأسقام والهموم والأحزان؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للصِّديق - رضي الله عنه -: ((ألست تحزَن، ألست تَنصبُ - يعني تتعَب - أليس يُصيبك اللأواء؟))؛ يعني: الجوع والمرض، قال: بلى: قال: ((فذلك مما تُجزون به))، وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما يُصيب المسلمَ نصبٌ ولا وصَبٌ، ولا هم ولا حَزَن، ولا أذى ولا غَم، حتى الشوكة يُشاكُها، إلا كفَّر الله عنه بها من خطاياه)).

أيها المؤمنون:
كذلكم فإن الصغائر قد تكفَّر بشدة النَّزع وكَرْب الموت، وبشيء من عذاب القبر، كما تكفَّر بأنواع البرِّ ودعاء الصالحين - بظهر الغيب - ودعاء المسلم لنفسه إذا لم تُقضَ حاجته.

أيها المؤمنون:
لا يحملنَّكم ما سمِعتم على الاستِهانة بصغائر الذنوب؛ فإنها من مداخل الشيطان، ووسائل إلى الكبائر، ومن بوادِر الزيغ ومظاهر الغفْلة عن الله - جل وعلا - فهي أول زَلَل الأقدام، ومقدِّمات ضلال الأفهام، وعلامة سُلطان النَّفس الأمَّارة على القلب، وأول قطرات الرَّان على القلوب، وآية تحكيم الهوى، وتقديمه على الهُدى، ومن استخفَّ بالصغيرة تجرَّأ على الكبيرة ولا بدَّ، وحسْبكم أنها نوع من الشرك الأصغر، وبريد إلى الكفر، كما أن الصغيرة تكون كبيرة إذا استخفَّ بها فاعلها، أو جاهَر بها، أو كان ممن يُقتدى به ويُتَّبع عليها، قال تعالى: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 31،30]، ولقد كتَب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هِرقَل كتابًا، قال فيه: ((أسلِم تَسلَم يؤتِكَ الله أجرَك مرتين، فإن توليت - أي: عصيتَ - فإنَّما عليك إثْم الأريسيين))؛ يعني: الأتْباع؛ لأن الناس على دين ملوكهم، فمن عصى الله وهو متبوع مُطاع، يُضاعَف له العذاب ضعفين؛ ضعْفٌ من أجل معصيته، وضعف من أجل سَنِّه المعصية لمن تحت ولايته، فيتحمَّل نصيبه من إثم معصيتهم إذا كان قدوتهم، ألا فاتَّقوا الله واتقُوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله ثم توفَّى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون.

الخطبة الثانية


أما بعد، فيا أيها الناس، اتقُوا الله وتذكَّروا أنكم غدًا بين يدَي ربكم موقوفون فمسؤولون، وبأعمالكم مَجزيُّون، وعلى تفريطكم نادِمون؛ قال تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92، 93]، وثبَت عن نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل... الحديث))، وفيه: ((وعن ماله من أين اكتَسَبه؟ وفيمَ أنفقَه؟))، ألا فأعِدُّوا للسؤال جوابًا، وليكن الجواب صوابًا، ألا ولا تتعَبوا في جمْع الأموال، ثم تُنفِقوها فيما يُشقيكم في الآخرة، فقد أُنذِرتم وأبلِغتُم، وقد أبلَغ في الإعذار، مَن تقدَّم بالإنذار، ألا وصلُّوا على نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلَّم.

أيها المؤمنون:
إن من شؤم المعاصي أنها تُطفئ نور الإيمان، وتُذهِب وقار الوجه، وتُقَسِّي القلب، وتمنَع بركة الرزق، وتصدُّ عن الطاعة، وتَجلِب مثلها من المعصية، وتثبِّط الجوارح عن الخير، وتُحدِث في النفس وحشة، وتسبِّب الجَفوة، وتَقصِم العمر، وتورِث الذلَّ، وتُفسِد العقل، وتجعل صاحبها هيِّنًا على الله، مبغضًا عند صالحي الخلق، شغوفًا بالباطل مصدودًا عن الحق، موصوفًا بالفِسق.

أيها المؤمنون:
من شؤم المعاصي أنها خيانة لله تعالى وكُفر؛ أي: جحود بحقِّ الله، من عظَمة شانه، وعزِّ سلطانه، وشدة عقوبته وأخذه، فتُبغض العبدَ إلى الله تعالى، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ [النساء: 107]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ [البقرة: 276]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله يُبغِض الفاحش))، وفي الحديث القُدسي يقول الله تعالى: ((أَبِي يَغترُّون، أم عليَّ يَجتَرِئون؟))، وفي الحديث الآخر يقول الله تعالى: "إنِّي إذا رَضيتُ باركتُ، وليس لبركتي نهاية، وإذا غضِبتُ لعَنتُ ...".

أيها المؤمنون:
ومِن شؤم المعاصي أنها تُزيل النعم، وتُحِل مَحلها النِّقم، قال تعالى: ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 160، 161]، وقال - سبحانه -: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِين ﴾ [الأنفال: 53، 54].

أمَّة الإسلام:
كذلكم فإن من شُؤم المعاصي أنها تجلِب لأصحابها اللَّعنةَ من الله تعالى، وهي الطَّرد والإبعاد عن مظانِّ الرحمة، كما أن المُتجرِّئين على المعصية المتواطئين المتعاونين عليها مَلعونون على لسان النُّبوة؛ أي: مدعوٌّ عليهم بها، أو مُخبَر بأنهم مستحِقُّون متعرِّضون لها؛ بسبب جرأتهم وإجرامهم؛ فقد لعَن - صلى الله عليه وسلم - آكِل الرِّبا وموكله وشاهدَيه وكاتِبه، وقال: ((هم سواء))، ولعَن - عليه الصلاة والسلام - الرَّاشي والمرتشي والرَّائش؛ أي: الوسيط في الرِّشوة، ولعَن - صلى الله عليه وسلم - الواصِلة والمستوصِلة والنامِصة والمتنمِّصة والفالِجة والمتفلِّجة؛ لتغييرهن لخَلْق الله، ولعَن - عليه الصلاة والسلام - المتشبِّهين من الرجال بالنساء، والمتشبِّهات من النساء بالرجال، ولعَن - صلى الله عليه وسلم - مَن ذبَح لغير الله، ومن لعَن والدَيه، ومن أَوَى مُحدِثًا، ومَن غيَّر منار الأرض، فهذا اللَّعن من النبي - صلى الله عليه وسلم - إمَّا إخبار منه - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى قد لعَن هؤلاء، أو دعاء منه - صلى الله عليه وسلم - بهذا، والإخبارُ صادِق، والدعاءُ حريٌّ بالإجابة؛ قال تعالى: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [المائدة: 78]، وذكَر - سبحانه - من موجِبات لعْنهم: ﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ﴾ [المائدة: 79، 80].

أمة القرآن:
ومن شؤم بعض المعاصي تعجيل العقوبة عليها في الدنيا؛ كما خرَّج الحاكم - رحِمه الله - في مُستدرَكه بإسناد صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما ظهَرت الفاحشة في قوم حتى يُعلِنوا بها، إلا ابتُلُوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضَوا، ولا نقَص قومٌ المكيال، إلا ابتُلُوا بالسِّنين - أي: الجدْب - وشِدَّة المؤونة وجَور السُّلطان، وما منَع قوم زكاة مالهم، إلا مُنِعوا القَطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطَروا، ولا خَفَر - أي: نقَض - قوم العهد، إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم - أي: من الأموال والثَّروات - وما لم تعمَل أئمتُهم - أي: تَحكُم حُكَّامهم - بما أنزَل الله في كتابه، إلا جعل الله بأسَهم بينهم)).

أمة الإيمان:
ومن شؤم المعصية أن العاصي إذا استمرَّ عليها اعتادَها، وزيَّنها الشيطان له فبرَّرها، وصغُرت في عينه؛ قال تعالى عن الشيطان أنه قال: ﴿ لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الحجر: 39]، وقال تعالى: ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43]، وقال - سبحانه -: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8]، فتارة يُزيِّن الشيطان المعصيةَ يقول: أنت لم تفعل هذه المعصية أبدًا، والواحدة لا تضرُّك، وأخرى يقول له: افعَلها عدة مرات ثم تتوب منها توبة واحدة، وثالثة يقول له: هذه بسيطة وعادية، فإن الناس يفعلون أكثَر من ذلك، ورابعة: ذنوبك كثيرة وكبيرة، وتوبتك لن تُقبَل، فإما أن يؤمِّنه مكرَ الله، وإما أن يُقنِّطه من رحمة الله.

أيها المسلمون، صلُّوا على من أُمرتم بالصلاة عليه.
 تم النشر يوم  الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016 ' الساعة  9:14 م


 
Toggle Footer