الثلاثاء، 15 أبريل 2014

المودة والذنوب

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم

نقف في هذه الخاطرة مع قضية مهمة أشار إليها الشرع المطهر ، يجب أن يتنبه لها الناس ، ألا وهي عاقبة الذنوب وما تؤول إليه من عواقب وخيمة ، ومآلات أليمة .

فكثير من الناس لا يلقي للذنوب بالاً ، فتتراكم عليه الحسرات ، وتزداد النكبات ، ويفرق بينه وبين أحبابه وأصدقائه بل وأهل بيته وسيارته وخادمه ، قال بعض السلف : " إني لأرى أثر معصيتي في خُلق خادمي ودابتي " .

فتكون هناك علاقة حميمة بيم زوجين ، وصديقين ، وزميلين ، وأختين ، وزميلتين ، وجارين ، وفجأة يحدث خلاف بينهما ، وشجار وفرقة وتقاطع وتهاجر ، يالله ! لماذا هذا ؟
إنه مصداق الحديث الذي رواه أحمد من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، ورواه البخاري في الأدب المفرد من حديث أنس رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تواد اثنان في الله وفي الإسلام فيفسد بينهما إلا من ذنب يحدثه أحدهما " [ صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ، وصححه شعيب الأرنؤوط وضعف سنده عند أحمد ، وحسن إسناده الألباني هناك ] . 

نعم إن المعاصي تفرق بين الناس ، ولها آثارها السيئة ، في البيت والعمل والشارع والحي ، فللمعاصي شؤم كبير ، ولها آثار متعديه ، تصيب حتى الحيوان والطير .
فأصلح ما بينك وبين الله ، يُصلح الله ما بينك وبين خلقه .
لا تعص الله تعالى تكن محبوباً من الله ومن خلقه ، يُطرح لك القبول في السماء والأرض .
المشاكل الزوجية ، وسوء التفاهم بين الأخلاء والأصدقاء والجيران وغيرهم له أسباب كثيرة منها ، بل من أعظمها ارتكاب المعاصي ، واقتراف الآثام .

إذا أردت أن يصلح الله بينك وبين الناس ويحبك الناس ، وتبقى بينك وبينهم علاقة حميمة ودودة ، فأطع ربك ولا تعصه .
إذا تقطعت الأواصر ، وفرق بينك وبين الناس ، ففتش في نفسك ، وراجع يومك وليلتك ، ماذا فعلت ، وماذا اجترحت ؟
فلعلك عصيت وأنت لا تدرك ، راجع نفسك وحاسبها .
صل ركعتين وتب إلى الله تعالى ، سوف تجد حلاوة التوبة ، علاقة وطيدة وحميمة بينك وبين من قطعك .
ولتكن علاقتك بالناس علاقة أخوة في الله، ومحبة في جلاله، حتى تحصل أجر الأخوة في الله، قال الله تعالى : { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } [ الزخرف:67 ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ما تحاب اثنان في الله، إلا كان أفضلهما أشدهما حباً لصاحبه " [ رواه ابن حبان وغيره وصححه الألباني في الأدب المفرد ] .
واعلم أيها المسلم والمسلمة أن الذنوب والمعاصي من أهم أسباب القطيعة بين المؤمنين ، فإذا أردت أن تدوم العلاقة بينك وبين أخيك الذي تحبه ، فاترك المعاصي ، وبادر إلى التوبة مما وقعت فيه ، وأوصه بذلك أيضاً ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " ما توادَّ اثنان في الله، فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما " [ رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني ] .

وإني لأرى مصداق هذا الحديث اليوم .
فلم يُفرق بين اثنين إلا بذنب وقع من أحدهما أو كليهما ، فاحذروا الفضائيات والإنترنت ، فهي سبب كل بلاء وداء وفرقة وتقاطع وتهاجر وتدابر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 


موقع صيد الفوائد
 تم النشر يوم  الثلاثاء، 15 أبريل 2014 ' الساعة  9:54 ص


 
Toggle Footer