الجمعة، 10 مايو 2013

 أخطاء شائعة في العقيدة
 الحلف بغير الله عز وجل !!

الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد



الحلف عبادة من العبادات التي لا يجوز صرفها لغير الله سبحانه وتعالى, لذا فمن حلف بغيره سبحانه فقد أشرك، فعن عبد الله بن عمر الخطاب رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم  - قال: "مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ". [رواه الترمذي في سننه (1535)، رواه كذلك الحاكم في المستدرك (4/ 297)، ط: دار المعرفة - بيروت. وانظر جامع المسانيد لابن كثير (28/ 271)، ط: دار الفكر - بيروت)].

وعنه رضي الله عنه أنه كان في ركب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمر يحلف بأبيه فناداهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ فِي رَكْبٍ وَهُوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَنَادَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلاَ، إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ، وَإِلَّا فَلْيَصْمُتْ" صحيح البخاري (6108)، ومسلم (1646)


والحلف بغير الله أو بغير اسم من أسمائه أو صفة من صفاته، مثل: الحلف باللات والعزى والصليب والشمس والقمر والكواكب والنجوم، ومثل: وحياة فلان عندك وحياة أبي وأمي والأولاد والعيون، وكقولهم: وحياة حبنا، وحياتك عندي وحياة الطعام أو العيش أو الشاي، ومثل: الحلف بالأنبياء والرسل والملائكة والجن والأولياء والصالحين كل ذلك شرك لا يحل في دين الله.

قال الشيخ: محمد حامد الفقي رحمه الله:
[وذلك لأن حقيقة اليمين والقصد منه إنما هو تأكيد الحالف قوله بالقسم بالمحلوف به الذي يقدر أن ينتقم منه ويعاقبه إن كان كاذبا =الحالف يقسم بالشيء تعظيما له، إما خوفا منه أو محبه له، والخوف والمحبة هنا عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، بخلاف الخوف والمحبة الجبلية، مثل: الخوف من شيء ما كعدو ونحوه، والمحبة الجبلية كمحبة زوجة أو ولد=


ولذلك؛ نرى كثيرا من العامة يحلفون بالله كذبا غير مبالين، فإذا استحلفوا بمن يعظمونه من الموتى والأولياء، ويعتقدون له السر والتصرف تكعكعوا وصدقوا، وإن كان في ذلك ذهاب بعض ما يحرصون من منفعة، ويضحون بها خوفا من عقاب أو انتقام، وتصرف ذلك الولي منهم، ويؤكدون هذا بحكايات مكذوبة يذيعها سدنة هذه المعابد الوثنية، لجر النفع المادي باعتقاد العامة في أوليائهم.


فيحكون أن رجلا سرق سمكة مملحة وأكلها، فاستحلفه المسروق منه بالله؛ فأقسم بالله ثلاثا بأنه لم يأخذها، ولم يرها، فلم يحصل له شيء، فاستحلفه بأحمد البدوي، فما كاد يلفظ الاسم حتى سبقت السمكة من بطنه ولفظها، وذلك منهم اعتقاد أن البدوي أغير وأعز وأقدر من الله]. [انظر: فتح المجيد (ص: 425)، تحقيق: محمد حامد الفقي، ط: المكتبة السلفية بالمدينة].


وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
لَأَنْ أَحْلِفَ بِاللَّهِ كِاذِبًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ بِغَيْرِهِ وَأَنَا صَادِقٌ. = مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (4/ 177، رقم 6899) وقال الهيثمي: [رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ]. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (2562)=، فالحلف بالله كاذبا كبيرة من الكبائر، بينما الحلف بغيره ولو صادقا، فهو شرك، والشرك أكبر من جميع الكبائر.


واعلم أخي القارئ! أن الحلف بغير الله قد يكون شركا أكبر، مخلد صاحبه في النار، إن كان عن عقيدة، كما علمت من القصة السابقة, وقد يكون أصغر؛ إذا جرى على اللسان، من غير اعتقاد، وهو من الكبائر.


وقانا الله وإياكم من الشرك والنفاق وسوء الأخلاق
آمين يا رب العالمين

 
شبكة الألوكة
 تم النشر يوم  الجمعة، 10 مايو 2013 ' الساعة  4:39 م


 
Toggle Footer