نحو تغيير إيجابي
في حياتنا
الدكتور صالح بن علي أبو
عرَّاد
الحمد لله الذي يُغير ولا يتغير ، ويُبدِّل ولا يتبدل ، والصلاة والسلام على
نبينا محمدٍ الذي جاء بمنهج التغيير نحو الأفضل ، وعلى آله الأخيار ، وصحابته
الأطهار ، وعنا معهم برحمتك وفضلك يا عزيز يا غفّار ، وبعد :
فمما لاشك فيه أن دين الإسلام العظيم ،
وتربيته الإسلامية السامية ، قد قرّرت قاعدة [ التغيير ] في حياة الإنسان المسلم
ومن ثم في المجتمع المسلم ، وجعلتها مبنيةً على مدى قدرة الأفراد على تغييرهم
لأنفسهم ، وهو ما يُشير إليه قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا
بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (سورة
الرعد: من الآية 11) . ومعنى هذا أن
حكمة الله تعالى وإرادته (جل جلاله) ، جعلت مسألة تغير المجتمع راجعةٌ إلى تغير ما
في أنفس أفراده ، فإذا غيَّر الأفراد ما بأنفسهم نحو الأفضل تغير المجتمع نحو
الأفضل ، وإن كان التغيير - والعياذ بالله - إلى الأسوأ كان تغير المجتمع نحو
الأسوأ .
وهذا
يؤكد أن الله (عز وجل) جعل مسألة التغيير بيد الإنسان ، وأمرٌ راجعٌ إلى خياره
وقراره لأنه صانع التغيير ، وصاحب القرار الذي بيده أن يمضي فيه ويُحققه . ولعل مما
يُعزز هذا قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً
أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (سورة الأنفال : من الآية 53)
.
وفي هذا الشأن يقول الدكتور / علي مدكور :
" إن التغير
الاجتماعي إنما يبدأ من الداخل ، أي من النفس ، وذلك بتغيير الأنماط العقائدية ،
والمعيارية ، والقيميّة ، والفكرية للإنسان ؛ فإذا ما تغيّر ذلك ، فإنه ينعكس على
السلوك الخارجي للفرد والمجتمع على السواء " (1) .
ويؤكد هذا المعنى ما أورده الدكتور / محمد
بن أحمد الرشيد بقوله : " فالتغيير إلى الأفضل أو إلى الأسوأ أمرٌ يقع في نطاق البشر ، وعليهم تقع
مسؤولية اختيار أحد النجدين : نجد الهُدى والخير والصلاح ، أو نجد الضلال والشر
والإفساد " . ثم يُضيف قوله : " إن تغيير ما
بالأنفُس من أفكارٍ ومفاهيم واتجاهاتٍ وميول ، أمرٌ موكولٌ للبشر بقدَّر الله ،
وذلك هو ما تُشير إليه الآيات الكريمة في قوله تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ
خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } (سورة الشمس : 7 - 10) " (2) .
وتبعاً لرؤية بعض
العلوم الحديثة التي ترى أن الإنسان مجموعةٌ من القدرات (جمع قُدرة Ability) ، التي
تعني : " القوة التي تمكِّن من أداء فعل جسمي أو عقلي " (3)
. أو التي قد يُقصد
بها : الإمكانات العقلية والعضلية اللازمة لأداء مهمةٍ أو عملٍ ما
.
فإنه يمكن أن نُقسِّم مجموعة القدرات الإنسانية إلى عدة أقسام ، منها
:
= القدرات العقلية أو الفكرية . = القدرات
الجسمية أو العضلية . = القدرات اللغوية أو
اللسانية . = القدرات الانفعالية . = القدرات
الاجتماعية . ولا
شك أن هناك قدراتٍ أُخرى غير ما ذكرنا .
واللافت للنظر أن مجموعة
القدرات الإنسانية يمكن أن تُصنف من حيث ظهورها إلى نوعين رئيسين ، هما
:
أ - قدرات ظاهرة : وهي القدرات الملاحظة
أو الفاعلة التي يمكن مشاهدتها عند الإنسان على اختلاف أنواعها .
ب
- قدرات غير ظاهرة (كامنة) : وهي القدرات التي تكون
موجودةً عند الإنسان ولكنها غيرُ مُفعّلة ؛ فهي في انتظار من يقوم بتحريرها
وتفعيلها وتوفير البيئة والظروف المناسبة لظهورها . أما التغيير فيُقصد به : " التحول من حالةٍ
إلى حالة " (4) . وقد يُقصد به : " إحداثُ شيءٍ لم يكن قبله " (5) . وهناك من يرى أن التغيُر يعني : " انتقال
الشيء من حالةٍ إلى حالةٍ أُخرى " (6) . وقد يُقصد بالتغيير الأنشطة القولية أو
الفعلية المختلفة التي تؤدي إلى جعل الواقع يختلف عن الوضع المعتاد .
من هنا فإن المعنى
الإجمالي للتغيير يُشير إلى التحول من واقع نعيشه إلى حالٍ آخر ننشده
.
وهنا يأتي سؤالٌ يطرح نفسه ويقول : = ما الداعي للتغيير ؟ وهل
هناك ما يُبرر الدعوة إليه والحرص عليه ؟ فيأتي الجواب ليوضح أن من
دواعي التغيير ما يلي :
1. أن التغيير سُنةٌ كونيةٌ ،
وأمرٌ فطريٌ في هذه الحياة الدنيا ؛ إذ إن حياة الإنسان قائمةٌ على مبدأ التغيير
. 2. أن في التغيير إقتداءٌ بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وسنته
الشريفة التي تُخبرنا في أكثر من موضعٍ أنه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم غيّر
كثيراً من شؤون حياته وحياة أصحابه القولية والفعلية . 3. أن التغيير
سبيلٌ لبلوغ الكمال البشري المأمول ، وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة ، وما دمنا
لم نبلغ هذه الدرجة - ولن نبلغها - ؛ فإن علينا أن نحرص على التغيير الإيجابي
المطلوب لنقترب قدر المستطاع منها . 4. أن التغيير دليلٌ على الطموح
والتطلع والرغبة في تحقيق الأفضل والأجمل والأكمل .
أما المُبررات التي من أجلها يتم التغيير
فكثيرةٌ جداً ، وتختلف باختلاف الحالات والظروف والزمان والمكان ، إلا أن من أبرزها
ما نُلاحظه ونراه ونسمعه ونتفق جميعاً عليه ، ويتمثل في أننا نعلم أن هناك الكثير
من الطاقات البشرية (المُهدرة) التي لم يُفد منها أصحابها ، ولا المجتمع من حولهم
لأنها طاقاتٌ مُعطلة ، وقدراتٌ غير مُفعّلة ، وخير دليلٍ على ذلك تلك المواهب
المدفونة عند الكثيرين في مختلف مجالات الحياة ، وتلك الأوقات الضائعة التي نهدرها
جميعاً (إلا ما ندر) على مدار اليوم والليلة فيما لا فائدة فيه ، ولا نفع منه سواءً
أكان ذلك من الأقوال أو الأفعال . إضافةً إلى مشكلة الخضوع والاستسلام لمختلف
لعادات والتقاليد الخاطئة في المجتمع ، وعدم بذل أي محاولة إيجابية لتغييرها أو
تعديلها أو تصحيحها أو التخلص منها .
وإليكم (إخواني القراء) مجموعةً من
الأمثلة للطاقات والأوقات المهدرة في حياة كثيرٍ من الناس في واقعنا :
= كم من ساعةٍ يقضيها الكثير من الناس ولاسيما الشباب أمام شاشات
التلفزيونات وأجهزة الحاسب الآلي ؟ = كم من ساعةٍ يقضيها الشباب -
على وجه الخصوص - وهم يتجولون بسياراتهم هنا وهناك بلا فائدةٍ ولا مصلحة
؟ = كم من المكالمات يجريها كثيرٌ من الناس بلا داعٍ ولا ضرورة
؟ = كم من الساعات الزائدة ينامها كثيرٌ من الناس على مدار اليوم
والليلة ؟ = كم من الفرائض تؤخر عن وقتها وربما تضيع تساهلاً وتهاونًا
والعياذ بالله ؟ = كم من الكلمات التي يُطلقها
الإنسان وهو لا يدري أهي محسوبةٌ له أم عليه ؟ = كم من النقود تُصرف في أشياء
ليست ضرورية ولا تدعو إليها الحاجة ؟ = كم من الساعات تقضيها النساء
وبعض الرجال في القيل و القال ؟ = كم من الأوقات ضاعت في ألوانٍ
من اللهو والغفلة ولم يستفد منها معظم الناس في حياتهم ؟ = كم من الملابس
والأثاث والممتلكات التي لم نعد نحتاج إليها في دورنا ومنازلنا
؟ = كم من النصائح والمواعظ والمواقف التي سمعناها وعرفناها وتأثرنا
بها في حينها ثم نسيناها بعد ذلك ؟ = كم من الأوقات تضيع منا في
كثيرٍ من المناسبات والحفلات والاجتماعات ؟ = كم من الأوقات نُهدرها في تصفح
الصحف والمجلات وغيرها من المطبوعات التي لا نفع فيها ولا فائدة منها
؟ = كم الفائض من أصناف الأطعمة والمشروبات على موائدنا في الحفلات
والمناسبات العامة والخاصة ؟
ثم ماذا بعد هذا كله ؟!
- هل تغير
وضعنا ؟ - وهل
تعدّل نمط حياتنا ؟
- وهل يمكن أن
نُحدث تغييراً ولو يسيراً في واقع حياتنا
؟ - وهل حدث فرقٌ
بين ما كان عليه حالنا وما هو عليه الآن ؟
إن هذا الموضوع سيُركِّز على مسألة التغيير
الإيجابي ، وأقصد به التغيير نحو الأفضل والأجمل والأحسن والأكمل ، وهو ما سيعتمد
على محاولة تحقيق ذلك التغيير من خلال زيادة بعض التصرفات الإيجابية ولو بمقدارٍ
يسيرٍ عند كل فردٍ منا ، والتقليل من بعض التصرفات السلبية قدر المُستطاع .
وإليك - أخي القارئ - مجموعة من
الأمثلة التي أقترح عليك القيام بها ، والتي يمكن - متى تم تطبيقها أو تطبيق بعضها
لمدة أسبوعٍ مثلاً - أن يتحقق جزءٌ كبيرٌ من التغيير الإيجابي المطلوب في حياتك ،
ومنها ما يلي :
= عوّد نفسك المحافظة على بعض
الأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم على مدار اليوم والليلة
. = اغتنم فترة قيادتك للسيارة (ذهاباً و إياباً) في إشغال لسانك
بذكر الله تعالى تسبيحًا ، وتهليلاً ، وحمدًا ، واستغفارًا ، وتكبيرًا
. = اجعل من ضمن برنامجك الأُسبوعي زيارة أحد الأقارب أو الأصدقاء
أو الجيران للسلام والاطمئنان عليه . = مارس رياضة المشي أو الجري
الخفيف لمدة عشر دقائق يوميًا . = عوّد نفسك الجلوس مع والديك ،
أو مع أفراد أسرتك وتبادل الحديث الودي معهم ولو لوقتٍ قصيرٍ يومياً
. = احرص على التبكير في حضور مواعيدك خلال هذا الأسبوع
. = جرِّب أن تنام مبكراً خلال هذا الأسبوع
. = جرب ألاّ تزيد سرعة قيادتك للسيارة عن (80) كيلو متر في الساعة
. = احرص على أن تبدأ بالسلام على والديك يومياً وتقبيل أيديهما
. = تلطف في كلامك مع إخوانك وأصدقائك وجيرانك وكل من هم حولك
. = تصدق ولو بريالٍ واحدٍ يوميًا خلال هذا الأسبوع
. = حافظ على ذكر الله تعالى (تسبيحًا وتحميدًا وتهليلاً وتكبيرًا
واستغفارًا) في أوقات الفراغ بدلاً من الصمت ، أو الغناء ، أو نحو ذلك
. = حافظ على استعمال السواك باستمرار ، أو قم بتنظيف أسنانك ثلاث
مرات في اليوم والليلة . = احرص على جمال المظهر والأناقة
المعقولة والمقبولة في الملبس والمظهر والشكل العام . = تعود على سماع
وجهات نظر الآخرين وتقبُلها وإن كانت مُخالفة لوجهة نظرك الخاصة
. = قلل من فترة استماعك للأغاني والموسيقى ونحوها إن كنت من
المبتلين بسماعها . = أعد النظر في قائمة القنوات
التلفزيونية التي تُشاهدها في بيتك . = حاول تنظيم وقتك وأداء ما عليك
من واجباتٍ في حينها دون تأخير . = أعد ترتيب محتويات غرفتك أو
مكتبك أو سيارتك حتى تبدو أكثر نظاماً . = حاول زيارة المستشفى للسلام
على المرضى من إخوانك المسلمين وإن لم تعرفهم . = حافظ على زيارة
المقابر والسلام على أموات المسمين والدعاء لهم . = قم بتلبية
الدعوات التي توجَّه لك ، ولاسيما من الأهل والأقارب والجيران
. = شارك في حضور المناسبات المختلفة التي تُدعى إليها
. = اجتهد أن تُصلي كل الفروض مع جماعة المسلمين في المسجد
. = زد معدل تلاوتك للقرآن الكريم في اليوم الواحد بضع آيات
. = حاول أن تقرأ عدة صفحات من كتابٍ مفيدٍ في اليوم الواحد
. = أعد النظر في محتويات رسائل الجوال المكتوبة والمرئية عندك ،
وتخلّص مما لا يرضاه الله تعالى منها . = استمع لشريطٍ إسلاميٍ واحدٍ في
كل يوم لأحد الدعاة . = قلل عدد السجائر التي تُدخنها
يومياً إن كنت ممن ابتلوا أنفسهم بالتدخين . = حافظ على أداء صلاة الوتر قبل
أن تأوي إلى فراشك . = احرص على أداء صلاة الضحى ولو
ركعتين .
أخي القارئ الحبيب :
لا شك أن تطبيقك لهذه الأمثلة في حياتك والمحافظة عليها ستؤدي إلى نتائج مُدهشة قد
لا تتوقعها ، والتجربة أكبر برهان كما يُقال . ولاسيما أنك ستشعر - بإذن الله تعالى
- بتجدد حياتك ، وتبدُل أحوالك ، وتغير قناعاتك ، وزيادة التصرفات الإيجابية في
أدائك اليومي ؛ وبذلك يتحقق التغيير الإيجابي المطلوب .
وفيما يلي عددٌ من
القناعات التي طالعتها في بعض الكتب ، والمطبوعات ، والمواقع الإنترنتية المختلفة ،
والتي يمكن أن تُسهم إلى حدٍ ما في تحقيق التغيير الإيجابي عند الإنسان متى
استوعبها وأدرك معناها و اقتنع بها ، ومنها ما يلي
:
الإنسان الإيجابي
يفكر في الحل والإنسان السلبي يفكر في المشكلة . =-= الإنسان الإيجابي لا تنضب أفكاره و الإنسان السلبي لا تنضب
أعذاره =-= الإنسان الإيجابي يساعد الآخرين و الإنسان السلبي يتوقع المساعدة من
الآخرين =-= الإنسان الإيجابي يرى أن هناك حلاً لكل مشكلة و الإنسان السلبي يرى مشكلة في كل
حل =-= الإنسان الإيجابي يرى الحل صعبًا لكنه ممكن و الإنسان السلبي يرى الحل ممكنًا لكنه صعب
=-= الإنسان الإيجابي لديه آمالٌ يحققها و الإنسان السلبي لديه أوهام وأضغاث أحلام
يبددها =-= الإنسان الإيجابي يرى في العمل أمل و الإنسان السلبي يرى في العمل
ألم =-= الإنسان الإيجابي ينظر إلى المستقبل ويتطلع إلى ما هو
ممكن و الإنسان
السلبي ينظر إلى الماضي ويتطلع إلى ما هو مستحيل =-=
الإنسان الإيجابي
يناقش بقوةٍ وبلغةٍ لطيفة و الإنسان السلبي يناقش بضعفٍ وبلُغةٍ فظة =-=
الإنسان الإيجابي
يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر و الإنسان السلبي يتشبث بالصغائر ويتنازل
عن القيم =-= الإنسان الإيجابي مُتفائل في نظرته للحياة ومجرياتها و الإنسان السلبي متشائم ونظرته للحياة
سوداوية =-=
وختامًا : هذه بعض النقاط الرئيسة التي أرى - من وجهة نظري
الخاصة - أنه لا بد من مراعاتها وتحققها عند الرغبة في التغيير ، ومنها ما يلي
:
(1) استعن بالله وحده عند شروعك في مشوار التغيير ؛ فهو الذي له
الأمر كُله ، وهو الذي يُقدِّر الأقدار ، وهو الذي يشاءُ ويختار .
(2) ليكن أول تغييرٍ تحرص عليه - أخي الشاب - أن تعمل على مضاعفة
إيمانك بالله تعالى ، وتقويته عن طريق زيادة الأعمال الصالحة التي ترضيه سبحانه
. (3) تذكّر أن كل إنسانٍ موفّق إلى عملٍ صالحٍ من أعمال الخير ،
فمن الناس من وفّق إلى الصلاة ، ومنهم من وفق إلى الصدقة ، ومنهم من وفق إلى الصيام
، ومنهم من وفق إلى الدعوة إلى الله تعالى ، ومنهم من وفق إلى الخُلق الحسن ، ومنهم
من وفق للإصلاح بين الناس ، وهكذا . (4) التغيير لا يمكن أن يكون
إلاّ من الداخل ، ولا بُدأن ينبع من قناعةٍ داخل النفس ، و مهما قام الآخرون
بمساعدتنا ، فلن يحدث التغيير إلا إذا رغبه الإنسان وبدأه . (5) التغيير يحتاج
إلى البدء الفوري فيه ، وسرعة المبادرة إليه ، و عدم التسويف أو التأجيل و التأخير
. قال تعالى : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } (سورة آل
عمران : الآية 133) . (6) تأكد أن تحقيق التغيير المطلوب (لا ولم ولن) يحصُل
بخطوةٍ واحدةٍ عملاقةٍ أو ضخمة ، ولكنه يحصل بمجموعة خطواتٍ صغيرة
. (7) لا تنس أنه حتى يكون التغيير إيجابيا ، فلابد أن يكون صادقاً
، ومستمراً ، ومنتظماً ، وشاملاً . (8) التغيير ممكن للجميع ويناسب
جميع الأعمار . (9) إن إحداث التغيير يجب أن
يُراعي قدرات الإنسان واستعداداته ، حتى لا يُحمِّل نفسه ما لا تطيق . وحتى يكون
التغيير منسجمًا مع عقل الإنسان ، فلا يجنح به إلى ما يضر بمصالحه، أو يتعارض مع
رغباته ، فلا يحرمه المتاع الحلال ، أو يتنافى مع أخلاقه وسلوكياته الثابتة
. (10) ليكن في علمك أنه ليس هناك تغيير إيجابي دون
عناءٍ أو مشقة ، وهنا تكمن اللذة والاستمتاع بالانتصار على هوى النفس . وهذا يعني
أن علينا أن نُردد العبارة الشهيرة :
" كلمة مستحيل ليست في قاموس حياتي "
.
ومثلها عبارة :
" لا شيء مستحيل " .
وفي الختام : أسأل الله
تعالى أن يوفقنا جميعًا لتغيير أقوالنا ، وأعمالنا ، ونوايانا ، وجميع شأننا إلى ما
فيه الصلاح ، والفلاح ، والنجاح ، والحمد لله رب العالمين
.
المصدر موقع : صيد
الفوائد
|
|
|
تم النشر يوم
الجمعة، 28 ديسمبر 2012 ' الساعة 8:46 ص