الخميس، 27 ديسمبر 2012

تعليق الجزاء في الآخرة على الأعمال لا على الشفاعات

الشيخ أبو الوفاء محمد درويش يرحمه الله


كان الناس قبل الإسلام في ضلالة عمياء، يعتقدون عقائد لا تمت إلى الحق بسبب، ولا تدلي إلى الصواب بحجة، فلما جاء الإسلام نجى العالم من هلكات كان متورطًا في أعماقها، ونقاه من آثام كانت تلوث قلوب الناس، وأزال عن أبصارهم غشاوة كانت تحول بينهم وبين إدراك الحقائق.

كان الناس قبل الإسلام يعتقدون عقائد توجه العالم كله صوب الشرور والآثام، وتدفعهم في سبيل الغواية والإجرام، وتشجع المفاسد، ولا تدعو إلى بر ولا طاعة، ولا تحض على خير ولا تقوى، ولا تأمر بعدل ولا معروف.

ذلك بأن أكثر الناس كانوا يعتقدون أن الإنسان مهما يعمل من سوء، ويقترف من إثم، فلا ضير عليه مادام يزدلف ببعض القربات إلى من يعتقد أن لهم قدم صدق عند ربهم، فإن فعل شفعوا له عند ربه فغفرت خطاياه، وامحت آثامه، وأصبح من المقربين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

كان الوثنيون من العرب يدينون بهذه العقيدة ويطمئنون إليها، ولا يصرفهم عنها صارف، يشهد بذلك كتاب الله وهو أعدل شاهد.

قال تعالى في وصف حالهم، وسرد ما كانوا يدلون به من المعاذير إذا مسهم اللوم، أو وجه إليهم إنكار على عبادة هذه الأوثان: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس: 18]، ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3].

فكانوا يعتقدون أن لهذه الأوثان كرامة على الله ومكانة عنده، وأنها تقربهم إلى الله، وتشفع لهم إذا ألموا بذنب، أو اقترفوا إثمًا، فهم لذلك يتقربون إليها بأنواع القربات، ويعبدونها بدعائها والفزع إليها عند الكروب والملمات، ويخصونها بكثير من العبادات، ويطوفون حول قبورها وما نصبوا عليها من أنصاب، وينحرون لها النحائر، ويحرقون عندها البخور، ويقفون أمامها وقفة الذليل الخاضع، والعبد الخاشع، والحقير الضارع، عسى أن تكفر عنهم سيئاتهم، وتدنيهم من ربهم، وترفعهم عنده درجات.

وقد نبأنا الله تعالى من أخبارهم، وبيَّن لنا أنهم كانوا يعتقدون أن الأصنام شفعاؤهم عند الله كما تقدم في الآية.

وكانوا يزعمون أن ذلك غير ضار بهم ما داموا يعتقدون أن الله خالقهم وحده، ورازقهم، وأنه الذي يملك السمع والأبصار، ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ويحيي الأرض بعد موتها.

فما قيمة هذه المزاعم والدعاوى، إذا كانت الأعمال والأقوال والأحوال والصفات لا تصدقها، بل تنادي بكذبها، وهل يؤمن بأن الله يملك السمع والأبصار من يعتقد أن في الكون أحدًا يتصرف فيه التصرف الغيبي مع الله؟

وكان كثير من أصحاب الأديان الأخرى يعتقدون مثل هذه العقيدة في أحبارهم ورهبانهم، وسادتهم وكبرائهم، ويزعمون أن شراء صك من صكوك الغفران يغفر الذنوب جميعًا، بالغة ما بلغت، وواقعة من انتهاك الحرمات والعبث بالأمن والفضيلة حيث وقعت، وأن هذا الصك جواز إلى الجنة، ومزيل من طريقها كل عقبة، مهما كانت أعظم من الجبال.

ولا جرم أن هذه العقيدة الخاطئة الفاسدة الآثمة تجني على الخلق والفضيلة شر جناية، وتفضي إلى وقوع أنواع من الشر وألوان من الفساد، ليس لعواقبها الوخيمة حد، ولا آثارها السيئة غاية.

تصور مجتمعًا من المجتمعات يعتقد أفراده أن أحدهم مهما يقترف من إثم، ويكسب من سوء، فليس بينه وبين المغفرة إلا أن يتقرب إلى سادن أو كاهن بشيء من حطام الدنيا، فما هو إلا أن يعود من عنده بريئًا من الإثم، نقيًا من الذنب، مغفورة خطاياه، رفيع الدرجات عند ربه بفضل شفاعة ذلك الشفيع، وتقريبه إياه إلى الله زلفى.

يتمرغ الرجل والمرأة في حمأة الرذيلة ما يتمرغان، ويلجان في المنكر والسوء ما يلجان، ثم يدفعان ضريبة غفران، وثمن رحمة ورضوان، فيمحو من صحائفهما كل منكر، ويغفر لهما كل عدوان، بغير ندم ولا ألم، ولا توبة ولا إنابة، ولا إقلاع عن معصية، ولا عمل صالح يذهب تلك السيئات.

جاء الإسلام فقطع هذه الأطماع، وسد هذه الذرائع، وعالج هذه الشرور، وقضى بأن الإنسان لا ينفعه يوم الفزع الأكبر أهل ولا مال، ولا قريب ولا حبيب، قال تعالى:﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 37]، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 48].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254]. ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255]. ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18].﴿ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ﴾ [يونس: 3].

﴿ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴾ [طه: 109].

وقال تعالى:﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ [الأنبياء: 28]، ﴿ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ [السجدة: 4].

﴿ قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴾ [الجن: 22].

﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 48].

﴿ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ ﴾ [الشعراء: 100].

إذا تدبرت هذه الآيات الكريمة هدتك إلى أن مناط الجزاء يوم القيامة هو العمل وليس شفاعة الشافعين، وأن كل نفس بما كسبت رهينة، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.

ومعظم هذه الآيات ينص نصًا قاطعًا صريحًا على نفي الشفاعات، وبعضها يعلق الشفاعة على الإذن ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255]، وبعضها يعلقها على الرضا ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ [الأنبياء: 28].

ولا يأذن الله سبحانه وتعالى إلا لمن أطاعه، أما العصاة فلا يؤذن لهم فيعتذرون كما جاء النص في القرآن الكريم.

وقد ذكر الله تعالى في القرآن مثالًا لشفاعة الملائكة لمن ارتضى، فقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [غافر: 7 - 9].

فأنت ترى من هذه الآيات البينات أن الملائكة حين يستغفرون للمؤمنين لا يطلبون لهم المغفرة كافة، وإنما يطلبونها للذين تابوا واتبعوا سبيل الله، وحين دعوا للمؤمنين بدخول الجنة دعوا لمن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، ولم يطلبوا ذلك لكل غاد ورائح، وهذا قول الله تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123].

وقوله تعالى:﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [فاطر: 18].

وقوله تعالى:﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [النجم: 39 - 41].

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها: "يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئتِ، لا أغني عنك من الله شيئًا"[1].

كل هذه النصوص تثبت إثباتًا قاطعًا جازمًا لا يرقى إليه الشك، أن الناس يوم القيامة مجزيون بأعمالهم: إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.

أجل، جاءت أحاديث صحيحة تثبت الشفاعة لنبينا - صلى الله عليه وسلم - ولغيره، كالذي رواه مسلم في صحيحه من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أول شفيع في الجنة"[2].

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل نبي دعوة يدعوها فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة"[3].

فلا يسعنا إلا التسليم بما جاء عن الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - مع الاعتقاد الجازم بأن هذه الشفاعة لا يمكن أن تشابه بوجه من الوجوه شفاعات الدنيا التي يتغير الحكم ويُبدل الأمر بسببها، فإن قضاء الله حتم لا تبديل فيه ولا تغيير، والشفاعة الأخروية لنبينا - صلى الله عليه وسلم - مزية يختص الله بها من يشاء من عباده المقربين بغير أن تغير علمه تعالى بما كان قد أرداه وقدره، وبغير أن تغير وعده ووعيده، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

وهي أيضًا لا علاقة لها بأمور الدنيا من استجابة دعاء أو قضاء حاجة أو سعة رزق، فلا دخل لهذه الشفاعة بتاتًا بأمور الناس في هذه الحياة الدنيا، بل الله مسخر هذه العوالم كلها بصفته رب العالمين، وليس فيها ما يقوي غرور المغرورين الذين يفرطون في جنب الله ويقصرون في العمل اعتمادًا على شفاعة الشافعين.

وتزول شبهاتك وعلك إذا تأملت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: فيما رواه الإمام مسلم: "أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم - أو قال بخطاياهم - فأماتهم إماتة حتى إذا صاروا فحمًا أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر فبثوا على أنهار الجنة؛ ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم؛ فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل"[4].

فترى من هذا الحديث أنه لا يؤذن بالشفاعة إلا بعد أن تصيبهم النار بذنوبهم حتى يصيروا حممًا، أو فحمًا، ولو لم يكن من العذاب إلا هذا لكفى نذيرًا للعاقل، فارتدع عن الغرور، وأقبل على العمل الصالح يرجو به ما عند الله من نعيم مقيم.

لما نزل قول الله تعالى:﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214].

قال عليه الصلاة والسلام: "يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبدالمطلب لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبدالمطلب لا أغني عنك من الله شيئًا؛ يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا؛ يا فاطمة بنت رسول الله سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا"[5] [رواه مسلم].

فهل بعد هذا يغتر بعض الناس بقرابتهم لأولي الفضل، أو باعتمادهم على الشفاعات، ويدعون العمل الذي لا ينال ما عند الله إلا به. قال تعالى:﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32]، ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [المرسلات: 43].

والعاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، وأخذ للأمر عدته وعتاده، وأعد زادًا لهذا السفر الطويل، والشقة البعيدة، وأخذ من حياته لموته، ومن شبابه لهرمه، ومن صحته لسقمه، وقدم لنفسه خيرًا ليجده عند الله خيرًا وأعظم أجرًا.

وخير من الغرور بالانتساب إلى الأنبياء والأولياء والصالحين، تطهير النفس بالتوبة النصوح، والبدار إلى العمل الصالح، فإن الحسنات يذهبن السيئات ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7 - 8]، ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82].

هدانا الله وإياكم إلى ما يكفل لنا الفوز بالجنة ونعيمها، وجعلنا أهلًا لشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - بجميل أعمالنا وحسن أخلاقنا. آمين.




[1] رواه البخاري (4771)، ومسلم (351).
[2] رواه مسلم (196).
[3] رواه البخاري (6304)، ومسلم (334 - 340).
[4] رواه مسلم (306).
[5] رواه البخاري (4771)، ومسلم (351).



المصدر : شبكة الألوكة
 تم النشر يوم  الخميس، 27 ديسمبر 2012 ' الساعة  2:03 م


 
Toggle Footer