الأربعاء، 26 ديسمبر 2012



المرأة المسلمة

محمد عبدالعزيز

يقولون: المرأة نصف المجتمع، بل هي المجتمع بكامله، فعلى المرأة تقع مسؤولية تربية الأبناء والبنات، الذين هم عماد المجتمع وشباب المستقبل، فإذا اعتنت المرأة بتربية أولادها، وربَّتهم تربية إسلامية صحيحة، شبُّوا أفرادًا صالحين في مجتمع صالح، وإلا كانوا وبالاً على مجتمعهم، وسببًا من أسباب فساده وانهياره.
ولهذا حثَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على اختيار الزوجة الصالحة؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك))؛ متفق عليه، تربت يداك.
وقال عليه الصلاة والسلام: ((الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة))، وخير شريكة حياته هي الزوجة الصالحة ذات الدين؛ لأن الدين باقٍ مع الإنسان وملازم له، بعكس المال والحسب والجمال، وقد جعل الله - تعالى - قوامة البيت للرجل دون المرأة؛ لأنه أقوى بفطرته على إدارة شؤون البيت؛ قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34].
والمرأة في بيت زوجها تكون مطيعة له، إلا إذا أمرها بمعصية الله - تعالى - فلا سمع ولا طاعة.
وتعلم أولادها الدين، وتقرأ عليهم القرآن، وتحفظهم الآي، وتعلِّمهم حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى إن أحد العلماء يقول: تعلمت نصف علمي من أمي، كانت تقرأ علينا كلَّ يوم من القرآن والحديث.
ويجب عليها أن تعتني ببيتها وتحافظ على نظافته، وتهيّئ أكبر قدر من الراحة لزوجها وأولادها، وتهيئ لهم الطعام والشراب وتنظف ملابسهم، ولا تفرق بينهم في المعاملة.
قال - عليه الصلاة والسلام -: ((المرأة راعية في بيت بعلها وولده))؛ رواه مسلم.
وتحافظ على أمواله وأولاده وعلى نفسها، سواءٌ في حضوره أم غيابه، ولا تأذن لأحد في بيتها إلا بإذن زوجها؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: ((ألا أن لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا، فحقكم عليهن ألاَّ يوطئن فُرشكم من تكرهون، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
والمرأة المسلمة لا تحمِّل زوجها ما لا يطيق من المصروف البيتي، من الإنفاق على لباسها وزينتها؛ بل تعرف ماهية زوجها، وتتصرف في مالها ومال زوجها بالحكمة من غير إسراف ولا تقتير.
وليس أغلى على الإنسان من عرضه، فيجب عليه أن يحافظ عليه أكثر من ماله وجواهره، وليس هناك مكان أنسب ولا أفضل للمرأة من البيت تجلس فيه مع أولادها وبناتها.
ولكن إذا اضطرت المرأة للخروج من البيت، فتخرج بإذن زوجها، فقد كانت النساء في زمن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخرجن لحضور الصلوات، وللعلم والجهاد ولزيارة أهلهن، فإذا خرجت المرأة لسبب من الأسباب، فلا تخرج متعطرة متبرجة؛ بل تخرج محتشمة بلباس الإسلام.
قال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].
إذا اضطرت المرأة للعمل، تعمل في مكان بعيد عن الاختلاط بالرجال الأجانب، وعدم الخضوع واللين في القول؛ قال تعالى: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾ [الأحزاب: 32].
وعلى المرأة أن تبتعد عن الغيبة والنميمة؛ لأن هذا الشيء تقع فيه كثير من النساء، فأحذِّركن وأحذر نفسي منه.
أما بالنسبة لما على الزوج من حقوق، فعليه أن يعتني بزوجته وأولاده، ويؤمِّن لهم المسكن والملبس والطعام والدواء؛ قال الله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233].
أما إذا كانت المرأة جاهلة في دينها، فعلى الزوج أن يعلمها الدين والصلاة، وقراءة القرآن وذكر الله تعالى؛ لأنه مسؤول عنها أمام الله تعالى؛ يقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((والرجل راعٍ على أهل بيته))؛ مسلم.
فلماذا يغضب الرجل من زوجته إذا لم تقم بخدمته وطاعته، ولا يغضب منها إذا تركت أمر الله تعالى؟!
فهذا شيء بعيد عن الصواب وسيحاسب عليه؛ فكان أصحاب سيدنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتعلمون من رسول الله، ثم يعودون إلى بيوتهم يعلِّمون زوجاتهم وأولادهم.

صيد الفوائد

 تم النشر يوم  الأربعاء، 26 ديسمبر 2012 ' الساعة  3:12 م


 
Toggle Footer